قالت السلطات الجزائرية إن قوة خاصة شنت هجوما أخيرا على المسلحين المتحصنين منذ ثلاثة أيام في موقع عين أميناس جنوبي شرق الجزائر ومن تبقى من رهائنهم مما أدى إلى مقتل 11 مسلحا وتحرير 16 رهينة أجنبيا.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن القوات الخاصة شنت اليوم السبت هجوما نهائيا على المسلحين الإسلاميين الذين يحتجزون رهائن أجانب في وحدة للغاز في الصحراء الجزائرية، مما أسفر عن مقتل 11 من المقاتلين، وأضافت أن المسلحين قتلوا سبعة رهائن أجانب.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مقرب من خلية الأزمة أن بين الرهائن الذين حرروا أميركييْن وألمانييْن وبرتغاليا، في حين لم تتضح هويات الآخرين أو جنسياتهم.
وكان مصدر أمني جزائري قد ذكر في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش الجزائري ما زال يحاصر المسلحين الذين يحتجزون عشرة رهائن بعد الهجوم الأول الذي أدى حسب وكالة الأنباء الجزائرية إلى تحرير نحو مائة أجنبي من جملة 132 أجنبيا و573 جزائريا كانوا في المنشأة وفي المنطقة السكنية الملحقة بها.
رهينتان جزائريان لدى وصولهما إلى مطار الجزائر العاصمة (الفرنسية)
ونقلت الوكالة الفرنسية عن المصدر قوله إن نحو "عشرة" أشخاص ما زالوا محتجزين دون أن يوضح ما إذا كانوا أجانب, بينما أشارت وكالة أنباء نواكشوط نقلا عن مصدر في الجماعة الخاطفة المقربة من تنظيم القاعدة والمعروفة باسم "الموقعين بالدم" إن الأجانب المحتجزين هم سبعة بينهم ثلاثة بلجيكيين وأميركيان وياباني وبريطاني.
وكان الهجوم السابق للجيش الجزائري الذي وقع قبل يومين قد أدى حسب وكالة الأنباء الجزائرية إلى مقتل 12 رهينة و18 من خاطفيهم بينهم زعيم المجموعة المعروف أبا البراء، في حين تحدث ناطق باسم الجماعة الخميس لوكالة أنباء نواكشوط الموريتانية الخاصة عن مقتل 34 رهينة أجنبيا في الهجوم.
جثث
في السياق قال مصدر مقرب من الأزمة لوكالة رويترز إن القوات الخاصة الجزائرية عثرت اليوم السبت على 15 جثة محترقة في المنشأة وإن تحقيقا بدأ لتعرّف هوية الجثث.
وقالت شركة سوناطراك الجزائرية للنفط والغاز المشغلة للموقع إن الجيش الجزائري يزيل ألغاما زرعها المسلحون.
في هذه الأثناء انشغلت الدول الغربية التي كان رعاياها بين الرهائن في حصر عدد الأشخاص الذين كانوا قيد الاحتجاز أو الذين أفرج عنهم أو الذين قتلوا في الهجوم.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية مقتل أميركي، بينما كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس أن فرنسيا لقي حتفه، في حين أعلنت مجموعة ستات أويل النفطية النرويجية الشريكة في إدارة الموقع اليوم أن مواطنين نرويجيين كانا في عداد المفقودين في عين أميناس، سالمان لينخفض بذلك إلى ستة عدد النرويجيين الذين فقد أثرهم حتى الآن.
أبو عبد الرحمن النيجري (أبو البراء) الذي يعتقد أنه قاد الهجوم على عين ميناس(الفرنسية)
طائرة أميركية
من جهة أخرى قامت طائرة عسكرية أميركية اليوم بإجلاء أشخاص جرحوا أثناء عملية احتجاز الرهائن، حسب مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، دون أن يوضح عدد الرهائن الذين أجْلوا ولا جنسياتهم. كما لم يكشف عن وجهة الطائرة.
وبخصوص ملابسات عملية إنقاذ الرهائن قال مصدر أمني جزائري إن الحكومة الجزائرية رفضت طلبا من حلف الناتو لمساعدتها بتحرير الرهائن.
ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية اليوم عن المصدر الذي لم تكشف عن اسمه قوله إن السلطات لم تبد موافقتها على الطلب، في حين طلبت الولايات المتحدة من الجزائر السماح لها بنقل رعاياها الناجين من الهجوم على متن طائرة خاصة.