السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
لاشك ان الدنيا مليئة بالعجائب ... ولله في خلقه شئون ... وان مما يثير العجب لدى الانسان هو الكلام عن الغائب والمجهول ... فتكثر الاساطير والاقوال الكثيرة حول ذلك.
والجن من أغرب مخلوقات الله سبحانه وتعالى ... بل يعتبر مصدر الخوف لدى بعض الناس ... مع العلم ان الجني يبادله نفس الشعور في الخوف .
والمطلع على روايات العوام يجد العجب العجاب من تلك القصص ... ولكن هل نصدقها أم نكذبها ... لأننا لم نراها !!!
على العموم الجن مخلوق من مخلوقات الله ... وهو مكلف ... ويجب الإيمان بوجوده ... لأن الشريعة الاسلامية تقر بوجود الجن ... وقد تكلم القرآن الكريم عنهم والسيرة النبوية أيضا ... بل ان الاحاديث الشريفة ذكرت أصنافهم ... وانهم ثلاثة اصناف ... فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء ... وصنف حيات وكلاب ... وصنف يحلون ويظعنون
وبما أن المجتمع مليء بالكلام عن الجن وقصصهم ... وأشعارهم وأمثالهم ... فإنه يتحتم علينا عدم إهمال تلك الروايات والاساطير ... لأن فيها إثراء للأدب الشعبي.
********************************
هذه القصة جرت على احدى القبائل العربية في الزمن السابق (قبل مائة عام تقريبا) ... اختفى رجل من قبيلتهم ولا يدرون وين مكانه ... بحثوا عنه في كل مكان ولا لقوا له اثر ... وبعد مده ... قرابة الشهر او الشهرين ... كان واحد من هذي القبيلة ابن عم للمفقود مفلّيٍ اباعرة في الخلا ... واسمه علي ... وكان علي هذا قاهرٍ المقهور ... وقريب منه رضم كبار ( صخور كبيرة) ... ويوم شاف البل رتعت وبعضها برّك ... انسدح وحط راسه على الارض ... وما أثاره إلا صوت رجل يغني ... ابك هذا وشنهو ... أنصت على لصوت المغني ... والصوت مهوب غريب عنه ... كنه صوت ولد عمه المفقود ... المهم تثبت الرجال منه ... وكان الصوت يجي من يم الرضم ... قام يتوحي في قصيدته اللي يغنيها ... لينه يقصده بالكلام ويقول:
يا علي صحت بالصوت العليّ ****يا علـي لا تحمّلنـي مـلام
يا علي لا بليـت بمقعـدي ****بين صدعين في غدرىً ظلام
آآه يا ونتي عند ولـد التنـي ****عند ثـلاّم مـردوع الوشـام
قام علي مسرع وركب الذلول ... وتوجه يم العرب يصيح ... انتبهوا الناس له ... وجوه من كل مكان ... أنت علامك يا ولد ... أباعرك اخذتها القوم ... قال انا اوحيت حس فلان ( المفقود) يغني في الرضم ... ويقول كذا وكذا
فزعوا العالم له وقاموا يفتشون الرضم حصاة حصاة ... ويوم جوا عند هاك الصدع الكبير بين رضمتين ... لقوا الرجال المفقود ميت... فعلاً بين صدعين في غدرى ظلام... لكن منهو اللي قال القصيده اللي سمعها على ؟! الرجال لقوه ميت من مبطي !!!
طبعا القوم قاموا يتفهمون القصيدة اللي حفظها علي واكتشفوا ان سبب قتله كان عند عرض اخت (ولد التني) ... وكان ولد التني هذا يعرفونه من اقصى الجماعة ... وقاموا وطلبوا منه الدية ... ودفعها لهم ولد التني.
(الجني العاشق)
هذي القصة قريبة نسبياً .... يعني قبل حوالي ثلاثين او اربعين سنه.... كان فيه بنت مع اهلها ... وتسرح في الغنم .... وعلى هذي الحالة طول الزمان ... وفي يوم من الايام ... يوم ضوت الغنم على اهلها ... البنت ما ضوت معها ... راحوا اهلها يدورونها في الليل ... يا الله اني دخيلك من الهجاد ... وما لقوها ... ويوم اصبح الصبح وهم يروحون يدورونها في مفلا الغنم امس ... ويلقونها طايحة على الارض مريضة ... ويشيلونها ويودونها للبيت ... ويوم جت في البيت وهم يعطونها عيشة .... وتاكل ... وهي تقوم تهرج لين ما بها غير العافية... أخذت لها أيام على هذا الحال ... ولكنها مرضت من جديد ... واهلها ما يدرون وش فيها ... راحوا يعالجونها في كل مكان ... وما لقوا لها علاج .
جاهم واحد من ربعهم وقال (ترى فيه واحد في الكويت يعالج مثل هالحالات ) . عزموا اهلها انهم يعالجونها في الكويت ... وقالوا لواحد من اخوانها ... يا فلان اسرح في الغنم ... وحنا نبي نروح نعالج اختك في الكويت ... طبعا هي تركت السرحة من زمان بسبب وجعها ... ويوم راحوا للكويت ... واخوها سارح في الغنم ... وكان قريب من احد الجبال الصغيرة ... سمع له صوت واحد يغني ورى الضلع ويقول:
هذي مفالـي خـويٍ لـي ****(........................)
اللـي قرونـه شعافيـلـي ****وامضللاته عـن الشمسـي
وخويتماتـه تفـاريـزي ****ومفرقاتٍ علـى الخمسـي
ويوم رجعوا من الكويت علمهم باللي سمع ... واكتشفوا ان اللي فيها جني ... وراحوا يعالجونها عند مطوع ... واخرج الجني منها ... واشفاها الله.
************************************************** ******
في احد السنين تأخر الرجع عن نجد ... والشمال ربّع ... وأحالوا اهل نجد للشمال قريب من حايل ... يبون الحيا ... وربعوا وعينوا من الله خير ... وكان وحده من حريمهم اسمها هدابة ... أصابها حمى ... وماتت ... الله يرحمها ... قاموا وصلّوا عليها وقبروها في صاح هاك الضلع ... وراحوا وخلوها ... وجاء القيض ويبس العشب ... وكلٍ رجع لديرته.
مرت السنين والسنين على هاك الربيع ... وفي يوم من الايام كان لجماعة هدابة غرض في حايل ... عند ابن مساعد ... راحوا له ويوم قضوا غرضهم نكسوا راجعين ... وهم سارين في اليل انهكهم التعب ... وقالوا خلونا نمرح ونريّح ركايبنا ... ويوم نوخوا وهم يبطّون النار ويسوون عشاهم ... ويوم تعشوا وهم يتسدحون ... ذابحهم التعب ... بس الرياجيل ما رقدوا ... لأنه ايقضهم صوت حرمة تغني بأعلى صوتها في راس الضلع في الليل ... والصوت بعد مهوب غريب عليهم ... قاموا يتوحون فيها لينها تقول:
شيلوا على الاملح بقايـا زهابـه ******جملكم اللي فـالعشايـر تهـدّون
ذيله على العرقوب غادٍ اخضابـه ******وَقْم الرباع او السديس او بعد دون
قولوا هـذا قـولٍ تقولـه هدابـة ******والاجنبي بديار الاجناب مشحون
ويوم اصبح الصبح اكتشفوا انهم جنب امراحهم هاك السنه اللي ربعوا فيها يم حايل ... وان الضلع اللي كانت تغني على راسه الحرمة هو الضلع اللي قبروا هدابة فيه.
الله يرحمك يا هدابة ... والله اني اول ما سمعت هالقصة وكنت في وقتها صغير حزنت لاخر درجة.... وراهم يخلونها في ديرة القوم.
ومن الامثال اللي جرت على ألسن الجن
( يا الله اقلعها عنا لو حذفت حصاة)
هذا المثل مثل معروف عند العامة ... وقصته ان فيه رجال له ابن وبنت ... قدر الله وماتت البنت ... وقام الابو والابن يحفرون القبر ... ومن العصر لين المغرب عجزوا يحفرون شي ... لأن الارض صلبة ... ولا يدرون وش سبب صلابة الارض ... لأنهم يحفرون القبر في ارض هشه وكأنهم يحفرون على الصفى ... وامسى الليل وهم ما سوو شي ... صابهم الارهاق والتعب مع الحزن ... وجلس كل واحد لحاله ... حاطٍٍ يدينه على عيونه من التعب ... ولا افزعهم الا صوت رجل غليظ يقول ( يا الله اقلعها عنا لو حذفة حصاة) ... قام الابو واخذ له حصاة وحذفها .... ويوم وقعت في الارض قال لولده ... تعال نبا نحفر هناك عند مطيح الحصاة ... وفعلا حفروا القبر وتيسرت امورهم ... وهم قبل كانوا يحفرون فوق بيت جني .... بغوا يشقون السطح على الجني.
( انت وش عليك من ذيبي ياكلني ولا ما ياكلني)
كان راعي ابل معشيٍ اباعرة العصر ... على فرسه ... ومعه العبد يقهر المقهور ... ويوم جاء العير (العصر المتأخر) قال للعبد ... يا فلان حط عينك على البل ...انا ابا اروح ادور لها مبيتٍ زين ... مشى من عند العبد على حصانه ... يدور لاباعره مكانٍ دَمْث تبرّك فيه البل في اليل ... ويوم رقى هاك الزبارة ... سمع له صوت ورعٍ يصيح ( يستنجد) .... يوم عاين في اسفل الخبة ... لين فيه عواشز (العوسج) ... والورع يدور حولهن ويصيح ... وفيه ذيبٍ يراوغه مع العواشز ( كلما راح الذيب في جهه راح الورع في الجهه الاخرى) ... صاح الرجال على الذيب ( الخلا ... الخلا ) وهذب الحصان يمه ... والذيب يوم سمع صوت الرجال هج ... ويوم اقبل الرجال على الورع والعواشز ... قال للورع ... ابك هو بغا ياكلك ... قال الورع ... انت وش عليك من ذيبي ياكلني ولا ما ياكلني ... ويوم قرب منه ليا هو مهوب ورع طبيعي ... شوشته كلها شوك ... وعيونه مثل الصدوع من فوق لتحت ... وقال له ... الله يجعله ياكلك ولا يخلي لك شريدة ... ويوم اقفى عنه ... ووصل راس الزبارة اللي سمعه منها اول مرة ... سمعه يصيح بعد ... ويوم التفت يمه لين ذيبه اللي اولا يراوغه بعد ... بس هالمرة ما رجع له ... راح وخلاه في حال سبيله هو وذيبه ... ويوم جاء النهار الثاني ... والبل تمر العواشز حقة الجني ... ويمر الرجال على العواشز ... ويلقى مفارس الذيب للجني ... وفي المكان نطف دم بسيط ... وكان الذيب حافر له زرب صغير في طرف احدى العواشز ... عاد الرجال فسر محفر الذيب للزريب ... ان الجني ( الورع) كان ناوي يدخل في بطن الارض... بس الذيب صاده قبل تبلعه الرقة ... والبادية يقولون ان الجني ليا شاف الذيب ما عاد تبلعه الارض ... ومن رواياتهم عن الذيب يقولون انه سبع ليال يتعشى من البهايم وخشاش الارض ... وسبع ليال يتعشى من الجن .وسبع ليال من الجميم الايبد
وسلامتكم