+
----
-
كثر
الحديث عن الأسباب التي أدت إلى ثوران الشعوب وإلى انتفاض الملايين من
الناس وأنا أرجع هذا إلى أسباب عديدة منها أسباب تكون مدخلاً للعبور إلى
أحداث النهاية فالسبب الأول هو فقدان الرحمة بين الخلائق وأسألكم: لماذا
يرحم الله القادة والحكام إذا لم يرحموا المحكومين والأنام؟ ولماذا يرحم
الله خلقه إذا لم يتراحموا فيما بينهم؟ لماذا يبسط الله نعمه على عباده
ويحييهم في سهولة وبسط ويسر وهم يشددون على بعضهم ويقسون؟ألم يقل رسول الله
لكل من أحبَّ أن يكون بمنأى عن غضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة أن يرحم
خلق الله حاكماً أو محكوما فقال صلي الله عليه وسلم {مَنْ لا يَرْحَمْ لا
يُرْحَمْ} وقوله {الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ
في اْلأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّماءِ}[1] وكلكم يعلم أين كنا وكيف
كنا وكيف كانت رحمة بعضنا لبعض ولا حاجة لبسط ذلك فالأمور أوضح لكل واحد من
ضوء النهار جعل الله الأمة الإسلامية ناشرة للرحمة الإلهية رحمة تشريعية
ورحمة حياتية ورحمة فكرية ورحمة قلبية ورحمة حسية ورحمة لكل عوالم الله
العلية والدنية هذه الرحمة تقوم بها الأمة المحمدية ولذلك أفراد الأمة هم
الرحماء {رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} هكذا وصفهم الرحيم فالرحمة هي المشرط في يد
الأفراد الذي يقضون به على الجهالات وعلى الظلمات في كل زمان ومكان ليؤهلوا
الخلق لرحمة الرحيم الرحمن